من طرف Darbecwa السبت أبريل 18, 2009 9:54 pm
يا زهرةً في خيالي...
بعد إلقاء القنبلتين الذرّيتين على كل من "هيروشيما" و"ناكازاكي"، وخسارة اليابان للحرب واستسلامها؛ قام الشعب الياباني من تحت الركام والرماد، وخطا خطوات هائلة في ميادين العلوم والفنون والتكنولوجيا.
وانغمس اليابانيون جميعاً بالعمل، وأمسكوا جيداً بما نحن ومنذ زمن بعيد أفلتناه، وهو "الوقت"! فاستغلوا الدقائق والثواني محوّلين بلادهم إلى حركة دائمة لا تهدأ ولا تستكين.
في مقابل هذه الدينامية الأسطورية، انحاز اليابانيون وبشغف كبير إلى لمحافظة على إرث أجدادهم في حبهم وولعهم بعالم الزهور، حتى أمست اليابان وإلى اليوم، المهد الرائع لأجمل وأرقّ وأدق أنواع الزهور في العالم، زراعة ورعاية وتنسيقاً.
قمتُ يوماً بزيارة لأحد الأصدقاء العائدين من رحلة سياحية إلى اليابان، وكان من جماعة الذين أنعم الله عليهم بمزية المال و"البنوك" دون غيرها من المزايا والنعم.
حدثني – حفظه الله – طويلاً عن مدى خيبته وعظيم صدمته جرّاء زيارته لليابان! وبدون أن أسأله عن أسباب الخيبة أثناء ارتشافنا لمشروب "الزهورات" الساخن، أكمل حديثه مستنكراً بشدة عدم وجود المقاهي التي تقدم "الأراكيل" في "طوكيو"!! معتبراً هذا الأمر وصمة عار على جبين الحضارة اليابانية ونقيصة ظاهرة على تاج الأمبراطور "هيروهيتو".
واسترسل راوياً لواقعة شهد تفاصيلها وشارك في وضع حد لنهايتها فقال: كنت سائراً على رصيف الشارع الذي يقع في آخره الفندق الذي نزلت فيه، ولمحت هناك جماعة من اليابانيين متحلقين بكثافة حول مساحة صغيرة من العشب الأخضر، وقد وضعوا شريطاً بلاستيكياً أحمر لمنع الاقتراب من المكان، ونصبوا العديد من كاميرات التلفزيون، ولاحظت وجود رهط من أنصار البيئة وعلماء النبات والصحافيين وكتيبة من الشرطة ومجموعة من ممثلي كافة الأحزاب والهيئات الاجتماعية... وتبيّن لي فيما بعد أن هذا الجمع الغفير حضر إلى المكان بناء على إخبار مستعجل من مواطن ياباني صالح يقول برؤيته لنوع من أنواع الزهور النادرة "النابتة" حديثاً، والتي لم يلحظ اليابانيون نموها على أراضيهم منذ زمن بعيد.
واستمر صاحبي بسرد الحكاية والتعليق عليها مستخفاً باهتمام اليابانيين الزائد بالزهور ومتهكماً على تلك الظاهرة المتخلفة – حسب رأيه - .
ثم أكمل بحيوية لافتة قائلاً: المهم يا صاحبي، أنني رجعت إلى الفندق، منتظراً حلول المساء، حيث عدت إلى المكان نفسه وقد أصبح خالياً من الناس، فدخلت بسهولة من تحت الشريط البلاستيكي الأحمر ورأيت حوالي العشرين زهرة صغيرة بيضاء، وبلمح البصر قطفتها كلها ووضعتها في كيس كنت قد أحضرته معي، ثم هرولت مسرعاً إلى الفندق!!!
هنا زعقت في وجهه صارخاً: يا رجل! لكنه... لم يدعني أكمل وإنما استمر بالكلام: ولمحاسن الصدف يا صاحبي أن موعد سفري إلى لبنان كان بعد منتصف الليلة ذاتها! فحملتها معي إلى لبنان وفور وصولي منذ يومين فردت "الزهور العشرين" على البلكون تحت أشعة الشمس طوال النهار حتى جفت ويبست وأصبحت "زهورات" جاهزة للغلي والشرب! ولقد جربتها للآن مرتين! وللحقيقة يا صديقي أنها "مسهل" كبير ومليّن هائل! وها نحن الآن وإياك نشربها "فـ شو رأيك"؟!
عند هذا الحدّ نهضت مندهشاً وودعته بواسطة الانحناء على الطريقة اليابانية، ثم شطح خيالي وسرح ذهني، وتأكدت أننا بحاجة ماسة إلى مليّنات و"مسهلات" لفكّ عقدة "الإمساك العربي المزمن"!!
عدل سابقا من قبل Darbecwa في الأربعاء أبريل 22, 2009 7:03 pm عدل 1 مرات
الأربعاء يونيو 17, 2009 12:06 am من طرف سيد الكلمات
» الموسوعة الشاملة لفضيلة العلامة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله
الجمعة يونيو 05, 2009 3:33 pm من طرف سيد الكلمات
» حمل الأن برنامج الأذان لأوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في العالم
الجمعة يونيو 05, 2009 3:24 pm من طرف سيد الكلمات
» رواية عالم صوفي
الجمعة يونيو 05, 2009 3:21 pm من طرف سيد الكلمات
» ::: في وصف الهاتك حسني مبارك :::
الأحد مايو 24, 2009 11:41 pm من طرف سيد الكلمات
» سجل دخولك بالصلاة على الرسول
الأحد مايو 24, 2009 11:19 pm من طرف سيد الكلمات
» السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأحد مايو 24, 2009 11:12 pm من طرف سيد الكلمات
» المجد السوري يرسم البسمة على وجوه السورين والكرامة يتعرض لهزيمة أليمة
الأحد مايو 24, 2009 10:56 pm من طرف سيد الكلمات
» عمرو الخالد و نادي الكرامة
الأحد مايو 24, 2009 10:49 pm من طرف سيد الكلمات
» ما حدا أحسن من حدا
الجمعة مايو 22, 2009 10:06 pm من طرف falcon
» اهلاً بكم في منتديات بلاد الشام الإسلامية
الجمعة مايو 22, 2009 9:28 pm من طرف سيد الكلمات
» بنوتة حمصية معكن ممكن ترحيب
الجمعة مايو 22, 2009 9:19 pm من طرف سيد الكلمات